بداية لدى عدة أخبار سعيدة أولها انى تم تحريرى من مسؤولية
مجلة خاصة كنت رئيسا لتحريرها لفترة من الوقت وقد تندهشون لذلك ولكنها الحقيقة
لأننى ممن إذا تولوا مسؤلية أخلصوا لها وأفنوا فيها أيامهم ويكون ذلك على حساب
أشياء أخرى ولأننى لم أتعود الهروب من المسؤولية فقد تصديت لها بشجاعة وتفان على
حساب صحتى وبيتى وإبداعى الخاص وهواياتى التى أحبها ولأننى لست من هواة المنظرة
ولست من جامعى المليون جنيه وليس فى طموحى غير ان أعيش مستورا وراضيا وقانعا فإننى
استقبلت خبر الإقالة بترحاب داخلى عميق دون معرفة الأسباب أو إنهاك عقلى فى ظروفه
.
وبذلك أصدقائى قد يكون لدى وقت لممارسة هواية صيد السمك
التى أحبها وممارسة الرياضة خاصة السباحة والصعلكة فى الشوارع والمقاهى الثقافية
والندوات بحرية وكذلك ممارسة الحب !
وأذكر عندما ذهبت مديرا لمكتب مؤسسة (دار الهلال ) فى
الاسكندرية سنة 2003 كنت متضايقا جدا وظللت ثلاث سنوات مخلصا بعملى كمن يحرث فى البحروعلمتنى
التجربة الكثير ويكفى أن أقول إنه ليس وقت المخلصين ولا مكانهم وقد صممت على
مغادرة المكان وهددت رئيس المؤسسة بأننى قد أخذ اجازة بدون مرتب أو أستقيل إذا لم
يعيدنى صحفيا وكاتبا حرا دون مسؤليات إدارية وهذا موضوع طويل قد أرجع لحكايته يوما
ما!
المهم أنى نزلت قريتى وقضيت اجازة جميلة لأول مرة دون أن
أكون متوترا للإعداد للعدد القادم وخلافه وشعرت كمن زال عن كتفيه هم ثقيل وعبء
كبير .
وذهبت إلى الحلاق الذى شكى لى من سلبية السلطة وضعفها ضد
الخارجين عن القانون والبلطجية .
وشكى لى اثنان من حملة الماجستير عدم تعيينهما بالجامعة
وهى ذاتها شكوة العشرات !
ولأنى أخذت عهدا على نفسى ألا أتوتر أو أحرق دمى فقد امتنعت
تماما عن متابعة جميع نشرات الأخبار وبرامج التوك شو ويكاد التلفزيون لا يفتح فى
بيتنا إلا لبرنامج دينى أو وثائقى أو رياضى أولفيلم كوميدى وعليه لن أتعرض للأحداث
الساخنة التى تمر بها بلادى مصر التى أعشق ترابها ولن أدلى بدلوى فى المشهد رغم
أنى عندى ما يكفى لكتابة قاموس من الكلمات ولما كنت لست صاحب أجندة ولست تبعا لأحد
وليس لى غرض خاص غير رقى بلادى وتقدمها سوف أصمت وأحول اهتمامى لأمورى الخاصة لأن
المشهد السياسى العام بالبلدى ( يقرف) وحجم التواطؤ والخبص والمكائد والأجندات
الخاصة فوق الوصف داخلية وخارجية وعندما أعلم أن خطف البنات تكرر فى قريتى وأن
السلاح سهل الحصول عليه والمخدرات تباع على الملأ ( عينى عينك ) وأن استباحة الدم
صارسهلا أقرر أن قريتى لم تعد قريتى وأن الناس غير الناس وأن الزمن غير الزمن وأن
المكان لم يعد هو وهذه حكاية طويلة قد أحكيها لكم لتعيشوا معى زمنا عشت فيه طفولة
رائعة وشبابا بريئا طموحا قبل أن يتلوث الزمان والمكان !
بصراحة أنا حزين جدا على بلادى مصر أم الدنيا ومع ذلك لن
أتكلم فى السياسة ولن أطفىء سعادتى بتحررى من عملى الخاص وعتقى من العبودية وعقبال
إن شاء الله يوم أن أتحرر من عملى الحكومى أيضا وأنا فى هذا مثل العقاد الذى كان
يعتبر الوظيفة عبودية العصر .
وبعيد اعن ( الزيطة والزمبليطة ) سأكلمكم فى المرة
القادمة عن ( المؤخرة البرازيلية ) فى زمن المؤخرات !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق