إسبانيا، قبرص، إسرائيل، أميركا، تونس، النمسا.. بعض الدول التي ركزت
جهودها علي استغلال الطاقة الشمسية
«مصدر» تشارك في ملكية «سوليندرا» المتخصصة بتصنيع خلايا شمسية حول العالم
تستحوذ الصين وحدها علي %71 من تقنية أنظمة التسخين الشمسي بالعالم
تتمتع الدول العربية بتوافر معدلات مرتفعة من الإشعاع الشمسي الكلي تتراوح
بين 4 إلي 8 كيلو وات
ساعة لكل متر مربع يومياً مع غطاء سحب منخفض لا يزيد علي %20 علي مدار
العام، ومع هذه الفرص الهائلة لاستخدام التقنيات الشمسية إلا أن الدول العربية لا
تزال بالمؤخرة!
إن
التحول للاقتصاد الأخضر لابد أن يمر من طريق طاقة المستقبل، فالطاقة هي المسار
الطبيعي للوصول إلي اقتصاد صديق للبيئة ومستدام، وسيكون لهذا التحول فوائد جمة
فضلاً عن تحسين تنافسية القطاع الصناعي في وقت يقلل فيه العالم من استخدام الوقود
الأحفور «فحم ونفط وغاز»، ومن الطاقة النووية خاصة بعد «كارثة فوكو شيما»
اليابانية واستبعاد الخيار النووي لإنتاج الكهرباء لدرجة أن ألمانيا بعد فوز «حزب
الخضر والديمقراطيين الاشتراكيين»، فيها سنة 2011 قررت إغلاق كل محطاتها النووية
بحلول عام 2022 وهي تنتج ربع احتياجاتها من الكهرباء، وفي فرنسا تنتج %80 من
كهربائها من الطاقة النووية، لذلك يرفض الألمان استيراد الكهرباء من فرنسا، ولن
يكون أمامهم غير الطاقة المتجددة.
ويستفيد
الإنسان من الشمس بحوالي %1 من احتياجاته من الطاقة لذا فهي أقل مصادر الطاقة
مشاركة في توفير احتياجاتنا رغم أن الشمس المصدر الأساسي للطاقة علي كوكب الأرض أو
يشمل سوق الطاقة الشمسية الأنظمة ذات العلاقة ابتداءً من السخانات الشمسية للمياه
إلي توليد الكهرباء بالخلايا الفوتوفلطية أو المركزات الشمسية، وتتميز الطاقة
الشمسية بإمكانية إدماجها في تطبيقات عدة، فالمركزات الشمسية توفر طاقة للمنازل في
المناطق النائية غير المتصلة بالشبكة الوطنية للكهرباء وتنير الطرق والعلامات
المرورية، أما الطاقة الحرارية من الشمس فتسخن المياه للأغراض الصناعية والمنزلية
وأيضاً في إنتاج الكهرباء، ويقصد الطاقة الحرارية الاستفادة من حرارة الشمس بداية
من تسخين السوائل حتي تحويلها إلي بخار.
وقد
أنشئت أول محطة عالمية للري بالطاقة الشمسية سنة 1913 في ضاحية المعادي بالقاهرة،
حيث كانت تعمل لمدة خمس ساعات باليوم، واجتهد العلماء لدرجة ابتكار آلات حاسبة
بحجم لبنان وساعات صغيرة وكشافات إضاءة تشحن بطارياتها بضوء الشمس ثم قفزت أحلامهم
لتصنيع سيارات شمسية لاسخدامها كبديل لسيارات البنزين والسولار ثم صممت الطائرة
الشمسية وحلقت علي مدار 24 ساعة مستقية طاقتها من الشمس، ويبذل العلماء في قطر
جهوداً مضنية أملاً في تسيير سحب بالطاقة الشمسية تلطيفاً لصيف تصل درجة حرارته
إلي 50 درجة مئوية ينتظر أن تلعب خلاله مباريات كأس العالم 2022 التي سوف تستضيفها
قطر.
تجربة
إسبانيا
وفي
إقليم برشلونة بإسبانيا بدأ في مارس «آذار» 2007 تطبيق قانون يلزم كل من يقوم علي
تشييد عقار أو تجديد مبني إنشاء وحدات تسخين شمسية وبنجاح التجربة أعلنت حكومة
إسبانيا في 2009 بدء الالتزام بهذا
القانون في كل إسبانيا ويتوقع أن توفر تلك النظم نحو %50 من الطاقة اللازمة لتسخين
المياه في المنازل، أما المباني غير السكنية مثل الأسواق والمستشفيات فسوف تحتوي
علي مركزات شمسية لتوليد جزء من الطاقة الكهربائية التي تحتاجها. ويسري القانون
علي نصف مليون منزل يتم إنشاؤها سنوياً في إسبانيا ورافق ذلك تطوير «ركود البناء
المحدد لمعايير مبان تستخدم قدراً أقل من الطاقة في الإضاءة والتدفئة والتبريد مع
زيادة الاعتماد علي الإضاءة الطبيعية في المباني وهو ما يهدف لتوفير 30 إلي %40 من
الطاقة بكل مبني وتقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة تتراوح بين 40 و%55.
طموحات
أميركا
وتعمل
كاليفورنيا باجتهاد ويبلغ إجمالي قدراتها المركبة 55 جيجاوات تشارك فيها طاقة
الرياح بنسبة %7.3 وتستهدف الوصول لطاقة نظيفة بنسبة %33 عام 2020 وحققت وفراً في
استهلاك الطاقة سنة 2006 بلغ 165 تيراوات ساعة مثلث ثلث احتياجاتها من الكهرباء
دون أن تتأثر الخدمات المقدمة للمستهلكين، ولأن أميركا تهدف للاستقلال النفطي
فإنها عمدت لتوفير %10 من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة سنة
2012 وتوفيره ملايين وظيفة من خلال استثمار 150 مليار دولار لدعم برامج الطاقة
النظيفة وتأمين نفط أكبر من المستورد وطرح مليون سيارة هجين تعمل بالكهرباء
والبنزين معاً، وتصل معدلات استهلاكها نحو
250 كيلو مترا لكل جالون من البنزين وذلك بحلول 2015، أما الأهداف بعيدة
المدي فتهدف لتأمين %25 من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة بحلول عام 2005،
وخفض انبعاثات غازات الصوبة الزجاجية بنسبة %80 بحلول 2050.
مصدر
وبالنسبة
للشركات أتت شركة «سوليندرا» بتقنية جديدة لتصنيع وإنتاج الخلايا الفوتوفلطية في
شكل أنابيب أسطوانية يتم تركيبها في مجموعات تكرارية قدرة كل منها 210 وات علي
الأسقف التي يتم طلاؤها باللون الأبيض لتعكس الإشعاع الشمسي، وقامت الشركة بتركيب
200 ميجاوات بالعالم وتعاقدت علي تركيب 850 ميجاوات في مناطق أخري بالعالم.
تونس
كذلك
تعتبر تجربة تونس في السخانات الشمسية تجربة عربية ناجحة وهذا علي أثر تعاونها مع
مرفق البيئة العالمي وبلجيكا سنة 1995 مع تقديم %35 منحة من تكلفة السخان وتقسيط
الباقي علي 7 سنوات تسدد مع فاتورة الكهرباء فانتشر المشروع.
قبرص
وتعتبر
قبرص بالمركز الأول بداية من 2009 بنحو 527 كيلو وات حراري لكل ألف فرد تليها
إسرائيل التي تنتشر بها السخانات الشمسية للمياه لحوالي %80 من المنازل ثم النمسا
بالمركز الثالث.
ويساهم
رأس المال العربي في شركات عالمية مثل «أرامكو» و«مصدر» اللتين تستثمران في
«فرنتير وسوليندرا»، ولقد بدأ استخدام سخانات المياه الشمسية لأول مرة بأميركا سنة
1890 وبيع منها سنة 1920 نحو عشرة آلاف وحدة، وتستخوذ الصين وحدها علي %71 من
التقنية «أنظمة التسخين الشمسي» يليها الاتحاد الأوروبي بدوله الـ 27 بنحو %12.3
سنة 2008 وارتفع المعدل عالمياً إلي %21 سنة 2009 ليصل لحوالي 185 جيجا وات حراري
وأضافت الصين وحدها 29 جيجاوات حراري أي ما يعادل 42 مليون متر مربع بزيادة %34
على العام السابق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق