أين مساحة العرب داخل عصر النانو؟.. واين استثماراتهم في أبحاثه؟..إن تقنية النانو اصبحت إحدى ادوات
العصر ودخلت بكل المجالات من الطب للفضاء وهو ما يشير إليه تقريرنا التالى الذى
يؤكد ان تقنية النانو صارت مربحة اقتصا ديا ايضا . وإلى التفاصيل .
بشرى لكل المرضى فالنانوتكنولوجى سنرسل طبيبا ًبحجم الذرة داخل أجسادكم
لعلاج مشاكلكم الصحية..ذلك ليس خيالا ولم يعد ببعيد، لكن الفضل في ذلك الحلم الذى
يحاول الباحثون الوصول به لأرض الواقع يعود إلى الشاب الأمريكى إيرك دركسلر عام
1970الباحث بمعهد ماساتشوتس للتكنولوجيا حيث إن العاملين في مجال الكيمياء الحيوية
تحدثوا عن أكتشافهم ماكينات نانوية تعيش
في الكائنات الحية الدقيقة وتعمل على إنتاج جزيئات وتلك كانت الفكرة الملهمة،
واليوم يتنبأ العلماء بمستقبل واعد لهذه التقنية.وباتت الدول الصناعية تضخ
الملايين من الدولارات من أجل تطويرها، فقد رصدت اليابان نحو مليار دولار هذا
العام لأبحاث النانو، وفى الولايات المتحدة يوجد 40ألف عالم يعملون في هذا المجال،
وتقدر الميزانية الأمريكية لأبحاث النانو للفترة من 2010حتى 2015بتريليون دولار، وعلى
الجانب الأسيوى، تستحوذ القارة على أكثر من 50%من تعداد سكان العالم مصحوبة
بمعدلات نمو اقتصادية جيدة على الرغم من استمرار النمو السكانى،يدعم ذلك وجود
قاعدة صلبة من العلماء والمهندسين والصناعيين الآسيويين الذين يعملون بجد في مجال
تكنولوجيا النانو، فاليابان وكوريا وتايوان ينظر لهما كرواد في مجالات صناعة
منتجات النانو، وتسويقها بخاصة في تصنيع الآلات الدقيقة ، وعلم المواد
والالكترونيات، في حين ينظر للصين والهند كشركاء جيدين في مجال البحث والتطوير
فبفضل قدراتهم البحثية المتميزة تقدمت أبحاث عديدة، على الجانب الآخر تأتى هونج
كونج كمركز تميز في تمويل أبحاث تكنولوجيا النانو وكذلك تأتى سنغافورة في موقع
متميز يسمح لها بتسويق المنتجات الآسيوية إضافة لإسهاماتها في أعمال البحث العلمى
في مجال النانو.
أما لماذا تتصارع تلك الدول للوصول إلى مراكز استراتيجية في مجال
أبحاث وتطبيقات النانو تكنولوجى؟ فالإجابة على ذلك التساؤل تاتى من أن ذلك التطور
العلمى أدى إلى انكماش المكان والزمان، فأصبح المريخ على بعد دقائق من الأرض،
وأصبح بمقدور العلم أن يعبر إلى داخل الثانية تفتيتاً وتجزيئاً إلى واحد على مليون
على بليون منها، وأدت كل هذه الاختراقات إلى تكنولوجيا جديدة، ومجتمع جديد يجعل
الإنسان في وضع يختلف جذرياً عن سابقه، بما يجعل من مزايا كبرى أو مخاطر محتملة،
كما أدت التكنولوجيا إلى خلق حقائق جديدة في الاقتصاد، إذ أصبح بمقدورها أن تحيل
الفقر إلى ثراء في بعض البلدان، أو تجعل من بلاد غنية بالموارد الطبيعية مجرد
مستهلك لما ينتجه الأخرون
وللتوضيح أكثر نقوم باستعراض بعض
المجالات التى تم تطبيق تكنولوجيا
النانوفيها وأعطت نتائج رائعة:-
1)أبحاث النانو تكنولوجى تعمل على تطوير أبحاث الطاقة في عام 2050 وقد
اكتشف العالم سمالى ابتكار أنابيب كربونية
نانونية، ولأن مادة الكربون تظهر خواص كهربائية وحرارية وضوئية غير طبيعية
بالإضافة لقوتها الخارقة في توليد الطاقة.
2)يعمل العلماء حالياً على استخدام تقنية النانو في توجيه الدواء إلى العضو
المصاب دون غيره فتتلافى إصابة أو بالأحرى إضرار أعضاء أخرى وذلك بصناعة كبسولات
متناهية الصغر تتعرف على الجزء المصاب فتؤثر عليه دون غيره من خلايا الجسم فيكون
الدواء بلا أثار جانبية.
3) وللرياضيين استخدمت الأنابيب الكربونية النانونية في صناعة مضارب ضد
الكسر، وتعمل شركة ايسترن سبورت وزيفكس على استخدام ذات التقنية لتصنيع دراجات
هوائية ذات صلابة أعلى ووزن أخف، وتقوم شركة نانوديسو اليابانية على تغليف كرات
البولينج بمواد نانوية تجعلها أكثر صلابة وتمنع تشققها.
4)أما مهندسو البناء والتشييد فينظرون للمواد النانوية كوسيلة لصنع مواد
بناء قوية قادرة على التحمل، وفى معامل أبحاث بالو ألتو بكاليفورنيا أمكن إنتاج
كريستالاتفوتوفلطية سائلة يمكن رشها على الأسطح بغرض تقويتها، وأيضاً تكوين ألواح
شمسية يمكنها إنتاج الطاقة للمنازل والمنشآت وتوفير جانب من الطلب على الكهرباء.
5)في مجال تصنيع الملابس تم الاستفادة من تكنولوجيا النانو،و أصبح لدينا
أقمشة ذكية يمكنها تنظيف نفسها وبالتالى فنحن لانحتاج إلى غسلها بالماء الساخن أو
البارد فهو يوفر الطاقة والمياه معاً، أيضاً لدينا الآن أقمشة السرعة التى تحاكى
في عملها جلد سمك القرش فارتدى الرياضيون بدل الجرى jogging suits .
6)في مجال الفضاء تحاول وكالة ناسا استخدام النانو في تطوير الكترونيات
لتصنيع أجهزة يمكنها البقاء في الفضاء لسنوات طويلة دون تفكير في إجراء صيانات
دورية لها وتتحمل الخدمة لفترات طويلة دون إصابتها بعطب، إضافة إلى تصنيع رقائق
إلكترونية ذات مواصفات فائقة وحساسات لقياس درجات الحرارة، والضغط والاستشعار عن
بعد، وبالتالى خفض تلك التكاليف.
7)وفى مجال الوقود حسنت تقنية النانو في تطوير خلايا الوقود، وبالفعل
استطاعت شركةNEC اليابانية استخدام خلايا الوقود فى إنتاج بطاريات لأجهزة
الكمبيوتر والهواتف المحمولة تتميز بعمر تشغيلى يصل إلى ثلاثة أمثال بطاريات
الليثيوم أيون المستخدمة فى ذات الأجهزة حالياً، إضافة لإنتاج شريحة يتم تثبيتها
أسفل لوحة البلاك بيرى تسمح للتليفون بالحصول على الطاقة جراء الضغط على المفاتيح،
ووقتها لن نحتاج لشحن أجهزتنا أو تغيير البطاريات.
8) وفى جامعة بوردو الفرنسية تمكن مجموعة من الطلبة من صنع بلاطات بمقاس
25×25سم، تستخدم فى تغطية الأرضيات، يؤدى السير عليها إلى توليد نوع من التيار
الكهربى، ويقترح الطلبة استخدام هذا النوع من البلاط فى المطارات ومحطات السكك
الحديدية حيث يتواجد الآلاف يومياً، مما يسمح بإنتاج كهرباء نظيفة.
9)وتعمل شركات الدهانات على إنتاج مواد تحمى الأسطح من الخدش أو التشقق أو
التآكل ، وتعطى عزلاً أفضل، أيضاً تستخدم هذه الدهانات فى طلاء السطح لأغراض
التنظيف الذاتى، حيث تستخدم فى طلاء ريش توربينات الرياح، لمنع ترسب التربة عليها
وتفادى حدوث فقد فى الطاقة.
10)أخذت شركات أدوات التجميل العالمية مثل لوريال، وإيستيهلودر وغيرهما من
الشركات فى تصنيع منتجاتها اعتماداً على تقنية النانو، فهناك غسول ضد الشمس شفاف
يختلف عن سابقه ذى اللون الأبيض، وكريمات للبشرة تستطيع اختراق الجلد لتؤثر
بفاعلية أكبر فى تغذيته بالفيتامينات والعناصر اللازمة لنضارة البشرة وحيويتها.
11)وفى معهد ماساتشوستس التقنى قام فريق من الباحثين بإنتاج أول بطارية
نانو فى العالم، تحتوى فيروسات حية تم هندستها جينياً لبناء الهيكل
الداخلىللبطارية بحيث تقوم بجذب الجزيئات الفردية من المواد المراد صنع أجزاء
البطارية الداخلية بها(كالأسلاك والأقطاب الكهربائية) وبذلك يستغنى الباحثون عن
عناء تركيب أجزاء البطارية المتناهية الصغر بطريقة يدوية خصوصاً وأن الأسلاك
الداخلية لهذه البطارية أصغر 17 ألف مرة من سمك ورقة الكراسة العادية، ويهدف
الباحثون من وراء ذلك إلى إنتاج بطارية فى حجم الخلية الإنسانية يمكن استخدامها فى
تشغيل الأجهزة الطبية الصغيرة التى قد تزرع فى جسم الإنسان لمعالجة مشاكله الصحية،
أما الأغراض الأخرى التى يشملها البحث فتهدف إلى إنتاج بطاريات بحجم أكبر تزرع
داخل أجهزة الكمبيوتر واللوحات الإليكترونية، أو فى شكل خيوط تشابه خيوط النسيج
العادى يمكنها تزويد الملابس بالطاقة بما قد يسمح باستخدامها للأغراض العسكرية،
وستسمح لنا هذه البطاريات بشحن الأجهزة الإليكرونية بسرعة، إلى جانب تخزين طاقة
بحجم أكبر وإمكانية شحنها فى وقت وجيز.
ويظل السؤال الأهم أين العرب من ذلك السباق، وأين خطتهم لمواكبة العصر
القادم بسرعة الفيمتوثانية، وأين استثماراتهم فى أبحاث تكنولوجيا النانو أم سنظل
مجرد مستهلكين ومستوردين؟!..