الخميس، 28 فبراير 2013

التنفيذى أم الأكاديمى/بقلم صلاح البيلى

في بلادنا العربية ظاهرة غريبة في اختيار القيادات العليا في المناصب التنفيذية، وتكاد تصبح عملية الاختيار «موضة» أو تياراً عاماً، ففي خمسينيات وستينيات القرن العشرين في زمن الانقلابات العسكرية في مصر وسورية واليمن وليبيا وغيرها كان يجري اختيار القيادات من الجيش لجميع المواقع من الوزارات والمحافظات والمدن والأحياء حتي رؤساء مجالس الصحف ودور النشر.

وفي الحقب التالية وحتي يومنا جرت العادة علي اختيار القيادات من بين أساتذة الجامعات الأكاديميين، حيث يتم اختيار الوزراء والمحافظين ورؤساء المعاهد والهيئات والشركات من بينهم.. وهؤلاء يقولون ويكتبون دراسات ومقالات مهمة في مجالات تخصصهم وفور تحولهم لمواقع تنفيذية نجد أكثرهم يتعثر في مهمته وأحياناً يفشلون فشلاً ذريعاً، ونتساءل في حيرة: لماذا يتحول الأكاديمي الفصيح إلي بطة عرجاء أو أكتع وهو في مقعد الإدارة؟!

بالتأكيد توجد نماذج مبهرة جمعت بين الخبرة الأكاديمية والممارسة العملية ولكنها قليلة، ولكن الأعم هو وجود فجوة شاسعة بين النظرية والممارسة عندما تهبط النظرية من عليائها علي أرض الواقع، أقول ذلك وفي ذهني ما تابعته مما كتبه د. حازم الببلاوي نائب رئيس وزراء مصر ووزير ماليتها الأسبق الذي أصدر تجربته الوزارية في كتاب عنوانه «أربعة أشهر في قفص الحكومة»، ود. حازم خبير مصرفي واقتصادي كفء ولكنه في موقع الممارسة لم يسجل أهدافاً وهذا ليس انتقاصاً منه، ولكن تبقي حيرتي قائمة!

عموماً أنا أفضل اختيار القيادات من الممارسين الذين ترقوا سُلم المهنية من أسفل، فوزير الصحة يكون بالأصل طبيباً ووزير التعليم يكون بالأصل مدرساً كما أن قائد الجيش من العسكريين، إنني إذا ما جلست إلي شقيقي الأكبر «يسري» وهو مدرس صعد سلم الترقي لمدرس أول فموجه فمدير عام أجده يقوم بتشريح العملية التعليمية بدرجة تفوق الخبراء الأكاديميين، فلماذا نصر علي اختيار الوزير من كادر الجامعة وهو لم يمسك الطباشير في حياته ولم يبح صوته مع التلاميذ ولم يحط علماً بكل دقائق وأسرار التعليم؟!، وبنفس الدرجة هل يستطيع أستاذ بالإعلام أن يصدر صحيفة مثل المحرر الذي عركته الأيام والمطابع ودورة العمل من الكتابة واختيار الصورة حتي خروج المولود علي هيئة عدد طازج في يد القارئ؟.. الإجابة عندي بـ «لا»، وعلي الأقل إذا لم نفعل ذلك نقلد الأجانب الذين يضعون وصفاً ومسابقة لكل وظيفة.

جنرال إليكتريك:

برافو لتقنيي جنرال إليكتريك الذين نجحوا في عمل ماسحات «Silentscan» للتصوير بالرنين المغناطيسي بدلاً من الجهاز التقليدي الذي يصدر ضجيجاً يصل إلي 110 ديسبل، وهي خطوة صغيرة ولكنها كبيرة في عالم الطب وسيقدرها المرضي الذين تضطرهم الأيام لإجراء أشعة الرنين المغناطيسي، كذلك الثناء واجب لنجاحهم في تطوير تقنية تصوير الأورام والثدي عبر الإنترنت بما يفيد عند إجراء الأشعة والتحاليل.


البرازيل:

رشحت البرازيل السفير روبرتو أزفيد ممثلها بمنظمة التجارة العالمية لـ 16 عاماً مديراً للمنظمة خلفاً لـ «باسكال لامي»، وإنني أدعو العرب لاختياره كممثل لدول الجنوب، كما أدعوهم للتواصل الاقتصادي مع البرازيل التي احتلت المرتبة الـ 6 في الناتج المحلي الذي زاد علي 2 تريليون دولار في 2011 وزاد احتياطيها من النقد علي 375 مليار دولار وانخفضت بطالة شبابها إلي %5.4 وتراجع التضخم لـ %5 ونجحت في جذب استثمار مباشر سنوي 64 مليار دولار.

بالمناسبة سجل العرب %10 فقط مساهمة في التجارة الدولية التي بلغت 22 تريليون دولار في 2012 في حين ساهمت إفريقيا بـ %15 كما أن نصف الدول العربية فقط أعضاء بالمنظمة، فهل تدل تلك الأرقام علي أمة تطمح لتتبوأ مكانها تحت الشمس؟!

نشرت فى مجلة ( أموال ) بعدد شهر مارس 2013                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق