جميع الدول في حياة كل منا نقطة أو نقاط للتحول، وعن نفسي بدأت 2013 بعمل
مدونة لي علي الإنترنت اعتبرتها نقطة للتحول كي أبوح فيها بما شئت دون رقابة تحذف
أو تشوه، واعتبرت لحظات الفضفضة فيها من أسعد أوقاتي، والدول كالأفراد تشهد نقاطاً
فاصلة للتحول، فالثورة التونسية ثم المصرية جاءتا كحد فاصل بين عصرين ونظامين في
الدولتين، وكانت مبادرة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد
الصباح وراء إنشاء «مجلس التعاون الخليجي" في 25 مايو «آيار" 1981،
وللشيخ زايد الفضل في تأسيس الإمارات العربية المتحدة، وكانت له أيادٍ بيضاء ليس
علي بلاده فقط، بل علي العربية، كان فارساً عربياً يتحلي بأخلاق الفرسان ويؤمن
بالقومية العربية وصاحب بصيرة تستشرف المستقبل.
أقول ذلك الآن لأنه مضي أكثر من ثلاثة عقود علي تأسيس «مجلس التعاون"
وآن الوقت أن يتحول لـ «اتحاد" أكثر قوة ومتانة وتأثيراً في حياة شعوب دوله
الست وفي حياة شعوب المنطقة العربية، أعلم أن المجلس قد نجح في تحقيق إنجازات
اقتصادية وجمركية وسياسية وأن لجانه المتنوعة تعمل بجد، ولكنني كعربي مؤمن بأنه لا
طريق غير الوحدة وأن القومية العربية آتية لا محالة في نهاية الطريق لأنها اختيار
الشعوب، والعرب شعب واحد، أقول إننا بحاجة الآن لبصيرة زعماء الخليج لاتخاذ قرارات
جريئة تنتقل بالوحدة الخليجية نقلة عصرية تلبي طموحات شباب الخليج وتكسر الحواجز
والحدود.
أليس غريباً أن ينجح الأوروبيون وهم أعراق وأجناس ولغات شتي في إنجاز
وحدتهم ويظل العرب دويلات شتي، وكان الأمل في أن يصبح النموذج الخليجي قدوة لبقية
العرب في الوحدة، ليأتي من بعده النموذج المغربي لاتحاد دول المغرب العربي ثم
التكامل بين مصر والسودان وليبيا.. يا زعماء العرب افعلوها الآن راضين قبل أن
تضطروا إليها مُرغمين.
اختراعات العرب:
تكلمت في العدد السابق من مجاة ( أموال ) عن اختراعات العرب وتحسرت علي
تدني إسهام العرب في عصرهم وقلت إن «إبسون" تقدم 20 براءة يومياً وإن «IBM" قدمت
أكثر من 50 ألف براءة، حتي كان الثلاثاء 15 يناير «كانون الثاني" الماضي وفيه
نشرت الشركة الأميركية «IBM" تقريراً بحصادها عن سنة 2012 وجاء فيه أنها قدمت 6478
اختراعاً وتصدرت القائمة السنوية للشركات الأميركية الحاصلة علي البراءات للعام
الـ 20 علي التوالي، وجاءت البراءات من 8000 مخترع في 46 ولاية و35 دولة وأسهم
المخترعون من خارج أميركا بـ %30 من العدد السابق.. هذا إنتاج شركة واحدة، أما مصر
أكبر دولة عربية في عدد الجامعات والمراكز البحثية فتنتج نحو 3000 براءة سنوياً
ولا مزيد!، متي نؤمن بأن الأفكار هي المال وأن شبابنا بخير، ولكن العيب فيمن
يقودهم، يا قادة العرب.. افتحوا جميع النوافذ للإبداع وكونوا رسُل التحول الإيجابي
لشعوبكم.(نشرت لى فى مجلة أموال بعدد فبراير 2013 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق