الأحد، 3 فبراير 2013

أين استثمارات العرب فى النانو ؟


أين مساحة العرب داخل عصر النانو؟.. واين استثماراتهم  في أبحاثه؟..إن تقنية النانو اصبحت إحدى ادوات العصر ودخلت بكل المجالات من الطب للفضاء وهو ما يشير إليه تقريرنا التالى الذى يؤكد ان تقنية النانو صارت مربحة اقتصا ديا ايضا . وإلى التفاصيل .  
بشرى لكل المرضى فالنانوتكنولوجى سنرسل طبيبا ًبحجم الذرة داخل أجسادكم لعلاج مشاكلكم الصحية..ذلك ليس خيالا ولم يعد ببعيد، لكن الفضل في ذلك الحلم الذى يحاول الباحثون الوصول به لأرض الواقع يعود إلى الشاب الأمريكى إيرك دركسلر عام 1970الباحث بمعهد ماساتشوتس للتكنولوجيا حيث إن العاملين في مجال الكيمياء الحيوية تحدثوا عن أكتشافهم  ماكينات نانوية تعيش في الكائنات الحية الدقيقة وتعمل على إنتاج جزيئات وتلك كانت الفكرة الملهمة، واليوم يتنبأ العلماء بمستقبل واعد لهذه التقنية.وباتت الدول الصناعية تضخ الملايين من الدولارات من أجل تطويرها، فقد رصدت اليابان نحو مليار دولار هذا العام لأبحاث النانو، وفى الولايات المتحدة يوجد 40ألف عالم يعملون في هذا المجال، وتقدر الميزانية الأمريكية لأبحاث النانو للفترة من 2010حتى 2015بتريليون دولار، وعلى الجانب الأسيوى، تستحوذ القارة على أكثر من 50%من تعداد سكان العالم مصحوبة بمعدلات نمو اقتصادية جيدة على الرغم من استمرار النمو السكانى،يدعم ذلك وجود قاعدة صلبة من العلماء والمهندسين والصناعيين الآسيويين الذين يعملون بجد في مجال تكنولوجيا النانو، فاليابان وكوريا وتايوان ينظر لهما كرواد في مجالات صناعة منتجات النانو، وتسويقها بخاصة في تصنيع الآلات الدقيقة ، وعلم المواد والالكترونيات، في حين ينظر للصين والهند كشركاء جيدين في مجال البحث والتطوير فبفضل قدراتهم البحثية المتميزة تقدمت أبحاث عديدة، على الجانب الآخر تأتى هونج كونج كمركز تميز في تمويل أبحاث تكنولوجيا النانو وكذلك تأتى سنغافورة في موقع متميز يسمح لها بتسويق المنتجات الآسيوية إضافة لإسهاماتها في أعمال البحث العلمى في مجال النانو.
أما  لماذا تتصارع  تلك الدول للوصول إلى مراكز استراتيجية في مجال أبحاث وتطبيقات النانو تكنولوجى؟ فالإجابة على ذلك التساؤل تاتى من أن ذلك التطور العلمى أدى إلى انكماش المكان والزمان، فأصبح المريخ على بعد دقائق من الأرض، وأصبح بمقدور العلم أن يعبر إلى داخل الثانية تفتيتاً وتجزيئاً إلى واحد على مليون على بليون منها، وأدت كل هذه الاختراقات إلى تكنولوجيا جديدة، ومجتمع جديد يجعل الإنسان في وضع يختلف جذرياً عن سابقه، بما يجعل من مزايا كبرى أو مخاطر محتملة، كما أدت التكنولوجيا إلى خلق حقائق جديدة في الاقتصاد، إذ أصبح بمقدورها أن تحيل الفقر إلى ثراء في بعض البلدان، أو تجعل من بلاد غنية بالموارد الطبيعية مجرد مستهلك لما ينتجه الأخرون
وللتوضيح أكثر  نقوم باستعراض بعض المجالات التى  تم تطبيق تكنولوجيا النانوفيها  وأعطت نتائج رائعة:-
1)أبحاث النانو تكنولوجى تعمل على تطوير أبحاث الطاقة في عام 2050 وقد اكتشف العالم سمالى ابتكار أنابيب كربونية  نانونية، ولأن مادة الكربون تظهر خواص كهربائية وحرارية وضوئية غير طبيعية بالإضافة لقوتها الخارقة في توليد الطاقة.
2)يعمل العلماء حالياً على استخدام تقنية النانو في توجيه الدواء إلى العضو المصاب دون غيره فتتلافى إصابة أو بالأحرى إضرار أعضاء أخرى وذلك بصناعة كبسولات متناهية الصغر تتعرف على الجزء المصاب فتؤثر عليه دون غيره من خلايا الجسم فيكون الدواء بلا أثار جانبية.
3) وللرياضيين استخدمت الأنابيب الكربونية النانونية في صناعة مضارب ضد الكسر، وتعمل شركة ايسترن سبورت وزيفكس على استخدام ذات التقنية لتصنيع دراجات هوائية ذات صلابة أعلى ووزن أخف، وتقوم شركة نانوديسو اليابانية على تغليف كرات البولينج بمواد نانوية تجعلها أكثر صلابة وتمنع تشققها.
4)أما مهندسو البناء والتشييد فينظرون للمواد النانوية كوسيلة لصنع مواد بناء قوية قادرة على التحمل، وفى معامل أبحاث بالو ألتو بكاليفورنيا أمكن إنتاج كريستالاتفوتوفلطية سائلة يمكن رشها على الأسطح بغرض تقويتها، وأيضاً تكوين ألواح شمسية يمكنها إنتاج الطاقة للمنازل والمنشآت وتوفير جانب من الطلب على الكهرباء.
5)في مجال تصنيع الملابس تم الاستفادة من تكنولوجيا النانو،و أصبح لدينا أقمشة ذكية يمكنها تنظيف نفسها وبالتالى فنحن لانحتاج إلى غسلها بالماء الساخن أو البارد فهو يوفر الطاقة والمياه معاً، أيضاً لدينا الآن أقمشة السرعة التى تحاكى في عملها جلد سمك القرش فارتدى الرياضيون بدل الجرى jogging suits .
6)في مجال الفضاء تحاول وكالة ناسا استخدام النانو في تطوير الكترونيات لتصنيع أجهزة يمكنها البقاء في الفضاء لسنوات طويلة دون تفكير في إجراء صيانات دورية لها وتتحمل الخدمة لفترات طويلة دون إصابتها بعطب، إضافة إلى تصنيع رقائق إلكترونية ذات مواصفات فائقة وحساسات لقياس درجات الحرارة، والضغط والاستشعار عن بعد، وبالتالى خفض تلك التكاليف.
7)وفى مجال الوقود حسنت تقنية النانو في تطوير خلايا الوقود، وبالفعل استطاعت شركةNEC اليابانية استخدام خلايا الوقود فى إنتاج بطاريات لأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة تتميز بعمر تشغيلى يصل إلى ثلاثة أمثال بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة فى ذات الأجهزة حالياً، إضافة لإنتاج شريحة يتم تثبيتها أسفل لوحة البلاك بيرى تسمح للتليفون بالحصول على الطاقة جراء الضغط على المفاتيح، ووقتها لن نحتاج لشحن أجهزتنا أو تغيير البطاريات.
8) وفى جامعة بوردو الفرنسية تمكن مجموعة من الطلبة من صنع بلاطات بمقاس 25×25سم، تستخدم فى تغطية الأرضيات، يؤدى السير عليها إلى توليد نوع من التيار الكهربى، ويقترح الطلبة استخدام هذا النوع من البلاط فى المطارات ومحطات السكك الحديدية حيث يتواجد الآلاف يومياً، مما يسمح بإنتاج كهرباء نظيفة.
9)وتعمل شركات الدهانات على إنتاج مواد تحمى الأسطح من الخدش أو التشقق أو التآكل ، وتعطى عزلاً أفضل، أيضاً تستخدم هذه الدهانات فى طلاء السطح لأغراض التنظيف الذاتى، حيث تستخدم فى طلاء ريش توربينات الرياح، لمنع ترسب التربة عليها وتفادى حدوث فقد فى الطاقة.
10)أخذت شركات أدوات التجميل العالمية مثل لوريال، وإيستيهلودر وغيرهما من الشركات فى تصنيع منتجاتها اعتماداً على تقنية النانو، فهناك غسول ضد الشمس شفاف يختلف عن سابقه ذى اللون الأبيض، وكريمات للبشرة تستطيع اختراق الجلد لتؤثر بفاعلية أكبر فى تغذيته بالفيتامينات والعناصر اللازمة لنضارة البشرة وحيويتها.
11)وفى معهد ماساتشوستس التقنى قام فريق من الباحثين بإنتاج أول بطارية نانو فى العالم، تحتوى فيروسات حية تم هندستها جينياً لبناء الهيكل الداخلىللبطارية بحيث تقوم بجذب الجزيئات الفردية من المواد المراد صنع أجزاء البطارية الداخلية بها(كالأسلاك والأقطاب الكهربائية) وبذلك يستغنى الباحثون عن عناء تركيب أجزاء البطارية المتناهية الصغر بطريقة يدوية خصوصاً وأن الأسلاك الداخلية لهذه البطارية أصغر 17 ألف مرة من سمك ورقة الكراسة العادية، ويهدف الباحثون من وراء ذلك إلى إنتاج بطارية فى حجم الخلية الإنسانية يمكن استخدامها فى تشغيل الأجهزة الطبية الصغيرة التى قد تزرع فى جسم الإنسان لمعالجة مشاكله الصحية، أما الأغراض الأخرى التى يشملها البحث فتهدف إلى إنتاج بطاريات بحجم أكبر تزرع داخل أجهزة الكمبيوتر واللوحات الإليكترونية، أو فى شكل خيوط تشابه خيوط النسيج العادى يمكنها تزويد الملابس بالطاقة بما قد يسمح باستخدامها للأغراض العسكرية، وستسمح لنا هذه البطاريات بشحن الأجهزة الإليكرونية بسرعة، إلى جانب تخزين طاقة بحجم أكبر وإمكانية شحنها فى وقت وجيز.
ويظل السؤال الأهم أين العرب من ذلك السباق، وأين خطتهم لمواكبة العصر القادم بسرعة الفيمتوثانية، وأين استثماراتهم فى أبحاث تكنولوجيا النانو أم سنظل مجرد مستهلكين ومستوردين؟!..


الاتحاد الخليجى ونفقطة التحول


جميع الدول في حياة كل منا نقطة أو نقاط للتحول، وعن نفسي بدأت 2013 بعمل مدونة لي علي الإنترنت اعتبرتها نقطة للتحول كي أبوح فيها بما شئت دون رقابة تحذف أو تشوه، واعتبرت لحظات الفضفضة فيها من أسعد أوقاتي، والدول كالأفراد تشهد نقاطاً فاصلة للتحول، فالثورة التونسية ثم المصرية جاءتا كحد فاصل بين عصرين ونظامين في الدولتين، وكانت مبادرة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد الصباح وراء إنشاء «مجلس التعاون الخليجي" في 25 مايو «آيار" 1981، وللشيخ زايد الفضل في تأسيس الإمارات العربية المتحدة، وكانت له أيادٍ بيضاء ليس علي بلاده فقط، بل علي العربية، كان فارساً عربياً يتحلي بأخلاق الفرسان ويؤمن بالقومية العربية وصاحب بصيرة تستشرف المستقبل.
أقول ذلك الآن لأنه مضي أكثر من ثلاثة عقود علي تأسيس «مجلس التعاون" وآن الوقت أن يتحول لـ «اتحاد" أكثر قوة ومتانة وتأثيراً في حياة شعوب دوله الست وفي حياة شعوب المنطقة العربية، أعلم أن المجلس قد نجح في تحقيق إنجازات اقتصادية وجمركية وسياسية وأن لجانه المتنوعة تعمل بجد، ولكنني كعربي مؤمن بأنه لا طريق غير الوحدة وأن القومية العربية آتية لا محالة في نهاية الطريق لأنها اختيار الشعوب، والعرب شعب واحد، أقول إننا بحاجة الآن لبصيرة زعماء الخليج لاتخاذ قرارات جريئة تنتقل بالوحدة الخليجية نقلة عصرية تلبي طموحات شباب الخليج وتكسر الحواجز والحدود.
أليس غريباً أن ينجح الأوروبيون وهم أعراق وأجناس ولغات شتي في إنجاز وحدتهم ويظل العرب دويلات شتي، وكان الأمل في أن يصبح النموذج الخليجي قدوة لبقية العرب في الوحدة، ليأتي من بعده النموذج المغربي لاتحاد دول المغرب العربي ثم التكامل بين مصر والسودان وليبيا.. يا زعماء العرب افعلوها الآن راضين قبل أن تضطروا إليها مُرغمين.
اختراعات العرب:
تكلمت في العدد السابق من مجاة ( أموال ) عن اختراعات العرب وتحسرت علي تدني إسهام العرب في عصرهم وقلت إن «إبسون" تقدم 20 براءة يومياً وإن «IBM" قدمت أكثر من 50 ألف براءة، حتي كان الثلاثاء 15 يناير «كانون الثاني" الماضي وفيه نشرت الشركة الأميركية «IBM" تقريراً بحصادها عن سنة 2012 وجاء فيه أنها قدمت 6478 اختراعاً وتصدرت القائمة السنوية للشركات الأميركية الحاصلة علي البراءات للعام الـ 20 علي التوالي، وجاءت البراءات من 8000 مخترع في 46 ولاية و35 دولة وأسهم المخترعون من خارج أميركا بـ %30 من العدد السابق.. هذا إنتاج شركة واحدة، أما مصر أكبر دولة عربية في عدد الجامعات والمراكز البحثية فتنتج نحو 3000 براءة سنوياً ولا مزيد!، متي نؤمن بأن الأفكار هي المال وأن شبابنا بخير، ولكن العيب فيمن يقودهم، يا قادة العرب.. افتحوا جميع النوافذ للإبداع وكونوا رسُل التحول الإيجابي لشعوبكم.(نشرت لى فى مجلة أموال بعدد فبراير 2013 )

الخميس، 31 يناير 2013

العرب يشربون قهوة برازيلى بنحو 250 مليون دولار!




كشفت إحصاءات حديثة صادرة عن «المجلس البرازيلي لتصدير البن» أن قيمة الواردات العربية من البن البرازيلي بلغت في النصف الأول من العام 2012  نحو106.9  مليون دولار أميركي، بارتفاع قدره %1.52 في العائدات مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وصدّرت البرازيل ما مجموعه 526,000  كيس قهوة زنة60  كجم إلى أسواق المنطقة في الفترة الممتدة ما بين «كانون الثاني» يناير و«حزيران» يونيو من العام 2012.
وأفادت «الغرفة التجارية العربية البرازيلية» بأن العالم العربي يمثل سوقا مهما لمنتجات البرازيل من البن، حيث وصلت صادرات البرازيل من البن إلى المنطقة العربية إلى 214 مليون دولار في العام 2011، مسجلة ارتفاعا بنسبة %35.88 مقارنة بالعام 2010.
وقال الدكتور ميشيل حلبي، المدير التنفيذي والأمين العام لـ «الغرفة التجارية العربية البرازيلية»: «يؤكد مصدرو البن لدينا على أهمية تكثيف الجهود لتلبية حاجات ومتطلبات المستهلك العربي في المنطقة، حيث حازت القهوة على شعبية كبيرة مقارنة بغيرها من المشروبات. كما يعكس ارتفاع العائدات خلال الأشهر الستة الأولى من العام توجهنا نحو بناء روابط تجارية قوية ومتينة بين العالم العربي والبرازيل. ولا تزال "الغرفة التجارية العربية البرازيلية" ملتزمة بتوفير الدعم الاستراتيجي لجميع الأطراف بغية توسيع حصة مصدري البن البرازيلي في السوق العربية التي تعد واحدة من الأسواق الرئيسية والمربحة."
يذكر أنّ "الغرفة التجارية العربية البرازيلية" تسعى منذ تأسيسها قبل أكثر من 60 عاماً إلى ترسيخ التحالفات القائمة وبناء المزيد من الفرص التجارية بين الشركات العربية والبرازيلية. ولا تزال الغرفة تعمل بشكل حثيث للارتقاء بمستوى التبادل الاقتصادي والثقافي والسياحي بين الدول العربية والبرازيل ودعم تدفّق المعلومات بين الطرفين.

التجربة العربية



تابعت بإعجاب وصول مركبة الفضاء الصينية «شترو 9» إلي الأرض يوم الجمعة الموافق 29 يونيو «حزيران» 2012، وعلي متنها 3 رواد فضاء صينيين بعد رحلة ناجحة ضمن برنامج الفضاء الصيني، وتحسرت علي «برنامج الفضاء المصري»، الذي كنت أتابعه بدقة، وكتبت عنه مراراً والذي كان قد نجح في إطلاق أول قمر اصطناعي في إبريل «نيسان» 2007 ثم توقف  كل شيء بسبب نقص التمويل، كانت الكوادر موجودة والكفاءات جاهزة لاكتساب التكنولوجيا من «أوكرانيا» بقيادة مدير البرنامج د. محمد بهي الدين عرجون، ولكن «نظام مبارك» كان له اهتمامات أخري، وبخلاف الأمن الذي موله  بالمليارات كان يحتضن لاعبي كرة القدم والممثلين ولا صوت يعلو علي صوت الكرة!
التجربة البرازيلية
ومن التجربة الصينية الناجحة إلي التجربة البرازيلية التي قادها القيادي العمالي الفقير «لولا داسيلفا» الذي عمل ماسح أحذية وبائع خضار وخراط معادن، والتحق بنقابة العمال ورأسها وأسس حزب العمال، واعتقل ونافس علي الرئاسة 3 مرات وهزم ولكنه نجح في الرابعة سنة 2002، وأعيد انتخابه في 2006، وعرف بنصير المحرومين وبطل الفقراء، كانت البرازيل علي شفا الهاوية، فتركها تتمتع بفائض يزيد علي 200 مليار دولار، وأكبر قوة اقتصادية في أميركا الجنوبية والعاشرة عالمياً، وأول دولة مصدرة للإيثانول من السكر، ورفض تعديل الدستور ليفوز بولاية ثالثة ورشح مساعدته «ديلما» التي تواصل مسيرته بنجاح وانتقدت في لقائها مع أوباما سياسة الغرب في التوسع النقدي.
التجربة الماليزية
وفي ماليزيا كان هناك ملهم آخر هو «مهاتير محمد» وزير التعليم الإصلاحي الذي صار رئيساً للوزراء ونجح في نقل بلاده من التخلف ليضعها علي عتبة المستقبل، وقد استقبل في بلادنا العربية بترحاب، وأذكر لقاءً تم معه في «مكتبة الإسكندرية» بمصر، وكنت حاضراً له، وأفاض الرجل في شرح تجربته، وتحركت آلة الإعلام الضخمة لتبشر بنقل تجربته في مصر ثم انفض «المولد بلا حمص»!
المكسيك
وفي المكسيك ابتكروا طريقة لمقايضة القمامة، حيث تنتج العاصمة 13 ألف طن قمامة يومياً كذلك ابتكروا وسيلة لأخذ القمامة من السكان ومنحهم بدلاً منها أكياساً من الخضراوات والفاكهة.
تركيا
أما تركيا التي كانت رهينة لحكم العسكر فقد حققت نجاحات متتالية بمجرد تحولها نحو الديمقراطية ورفع قبضة العسكر الغليظة عن رقبتها.
أما في دولنا العربية في حقبة ما بعد التحرر من الاستعمار الغربي فحدث ولا حرج، ومن صدام حسين الطاغية الذي خاض حرباً ضد إيران 8 سنوات واحتل الكويت وشق الصف العربي وأهدر ثروة بلاده ليموت الأطفال بسبب المرض ونقص الغذاء والدواء!
وفي الجزائر الغنية بثرواتها يقبض العسكر علي مقاليد البلاد وقادوها- كما قال د. أحمد طالب الإبراهيمي في شهادته مع قناة الجزيرة - نحو «عشرية حمراء بالدم» وتفشي الفساد وزادت الفئات المحرومة حرماناً في وقت تراكمت فيه المليارات في جيوب العسكر!
وفي ليبيا رأينا كيف حولها الطاغية القذافي من بلد موحد غني بالبترول إلي بلد أصحابه فقراء يشربون ويأكلون «الكتاب الأخضر» وشروحه.
وفي سورية نري بأعيننا كيف يدك الطاغية بشار الأسد المدن بالطائرات والدبابات وهو الذي لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه الجولان المحتل!
لقد ضج أحد التوانسة في ثورتهم قائلاً: «هرمنا».. نعم نحن هرمنا ولا تزال حكومتنا تعتبرنا من «القصر» وبحاجة لوصاية، ويتم إقصاء الكفاءات وتقريب الموالين والمنافقين والمحصلة مزيد من الاستبداد السياسي، والتخلف والخروج من العصر، لا مكان لحوكمة ولا حكم رشيد، وعليه يصح أن نتكلم عن التجربة العربية في الاستبداد، وفي توطين أجهزة الأمن القمعية، أما التجربة العربية في التنمية فيبدو أن جيلنا لن يراها!

ماذا بعد النفط



سألني زميلي عن توقعاتي لنهاية «عصر النفط» خاصة أن تقريراً لـ «سيتي جروب» توقع تحول السعودية من مصدر إلي مستورد للنفط سنة 2030، ولما كنت مجرد كاتب صحفي ومسؤول التحرير عن مجلة «أموال» رحت أجيب بعبارات بسيطة، فلا أنا أحد صناع النفط ولست محرراً مسؤولاً عن الطاقة، بل مجرد متابع وقارئ، وكان خلاصة رأيي أن النفط سوف يستمر معنا طوال القرن الواحد والعشرين، كما كان أحد أسباب ازدهار حضارة القرن العشرين، وأن فكرة الاستغناء عن النفط ببدائل أخري فكرة نظرية لحد كبير، وبراقة لحد ما خاصة عندما يروج لها أنصار البيئة.
وتصادف أنني كنت أقرأ في كتاب «ما بعد النفط» للجيولوجي «كينيث ديفيس»، ترجمة «صباح صديق الدملوجي»، إعداد «المنظمة العربية للترجمة» وبدعم من «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم».. يقول المترجم إن القرن العشرين كان قرن النفط بامتياز، وقد بدأ باستخلاص الكيروسين للإنارة ثم مع اختراع ماكينة الاحتراق الداخلي العاملة بالبنزين وما بني عليها من سيارات ووسائل نقل فتح الباب لاستيعاب صناعة النفط، ثم كانت المحركات النفاثة وكان الأميركيون السباقين في استهلاك المشتقات النفطية بصورة غير عقلانية!
أما المؤلف فيقول إن النفط والغاز أحدثا تحولاً في عالمنا بين عامى 1901 و2005، كان الكيروسين هو المنتج النفطي الوحيد بين 1859 و1908 للإنارة ثم عرف البنزين مع السيارة والنوعية الأحدث منه عرفت مع الطائرة وكان أول طيران للإخوين رايت سنة 1903 وعرفت الطائرة النفاثة سنة 1945 وانتهي الحال بصناعة اللدائن والألياف النسيجية والمذيبات والمبيدات ومواد الطلاء من مشتقات البترول.
يقول المؤلف إن الإنتاج العالمي من النفط قد توقف نموه وتوقع تناقصه سنة 2019 إلي %90 من سنة الذروة التي بلغها إنتاجه وإن البشرية استهلكت %75 من النفط وأميركا وحدها تستهلك %25 من النفط العالمي!
ويري آخرون فيما سبق مجرد «توقعات كئيبة» وفي الـ 9 من أكتوبر «تشرين الأول» 2012 ستصدر وكالة الطاقة الدولية تقريرها الأخير، وكان كبير الاقتصاديين لدي الوكالة قد حذر من أن تراجعاً غير متوقع في صادرات العراق النفطية سيعتبر «خبراً سيئاً جداً»، ويبلغ إنتاجه 3.2 مليون برميل يومياً، يصدر منها 2.0 مليون برميل، ويملك العراق ثالث احتياطي عالمي بنحو 143 مليار برميل بعد السعودية وإيران.
صحيح قد تنجح محاولات تشغيل السيارات والطائرات والسفن بوقود بديل، وربما ينجح الخبراء في توليد الطاقة من بدائل رخيصة وعملية، ولكن حتي يتحقق ذلك لن يستغني العالم عن النفط، هل فكرت أن تنزل من بيتك لتستقل سيارتك فتجدها قطعة من الحديد لأن البنزين غير موجود؟ أو تجد الطائرات مثل البط بأرض المطار لنفاد الوقود؟
استمروا يا صناع النفط ولا تبالوا بصيحات أنصار البيئة، فأميركا علي استعداد  لتشعل العالم حروباً في سبيل تأمين احتياجاتها من النفط، ونقص الوقود في بلد ما كفيل بإسقاط حكومته، وارتفاع سعره قليلاً كفيل بتحريك أسعار كل شىء من تذكرة السفر حتي كيلو الطماطم والخيار!.. اطمئنوا فتوقعاتي أن القرن الحالي سيكون «قرن النفط» كما كان القرن العشرين.
المسؤولية الاجتماعية للإعلام
أصابتني الحيرة مما دار علي مدار شهر من إعداد فيلم حقير أساء لنبي الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم وما ترتب عليه من آثار أريقت فيها الدماء، وكادت تعصف بعالمنا فتنة مدمرة، الدين منها براء، أي دين، ثم صبت مجلة «شارلي إبدو» الفرنسية الزيت علي النار بنشر رسوم مستفزة للمسلمين، علي صعيد آخر نشرت مجلة «كلوزر» الفرنسية صوراً مكشوفة لدوقة كمبردج.. وأعتقد أن مثل هذه الإثارة سوف تتكرر باسم الحرية والإبداع والسبق الإعلامي، وأنا كعربي مسلم ضد إزدراء أى دين أو شخص، أكثر من ذلك تعلمنا في كلية «الإعلام بجامعة القاهرة» أن علي الإعلام مسؤولية اجتماعية تصل لحد منع نشر صور الأحداث- صغار السن- المدانين في قضايا حتي لا تؤثر علي مستقبلهم لاحقا.. هل ارتد العالم إلي الوحشية والبربرية أم أن حضارته كانت قشرة سطحية تخفي شهيته اللانهائية للافتراس والعدوان؟!.. ثم حيرني أكثر موقف «جوجل» من رفض حجب الفيلم المسىء.. أعتقد أن الاعتبارات القانونية والأخلاقية لا تتنافي مع الحرية، وأعتقد أنه كان للمسلمين أن يغضبوا، ولكن الغضب المنضبط.