تابعت بإعجاب وصول مركبة الفضاء الصينية «شترو 9» إلي
الأرض يوم الجمعة الموافق 29 يونيو «حزيران» 2012، وعلي متنها 3 رواد فضاء صينيين
بعد رحلة ناجحة ضمن برنامج الفضاء الصيني، وتحسرت علي «برنامج الفضاء المصري»،
الذي كنت أتابعه بدقة، وكتبت عنه مراراً والذي كان قد نجح في إطلاق أول قمر
اصطناعي في إبريل «نيسان» 2007 ثم توقف كل
شيء بسبب نقص التمويل، كانت الكوادر موجودة والكفاءات جاهزة لاكتساب التكنولوجيا
من «أوكرانيا» بقيادة مدير البرنامج د. محمد بهي الدين عرجون، ولكن «نظام مبارك»
كان له اهتمامات أخري، وبخلاف الأمن الذي موله
بالمليارات كان يحتضن لاعبي كرة القدم والممثلين ولا صوت يعلو علي صوت
الكرة!
التجربة البرازيلية
ومن التجربة الصينية الناجحة إلي التجربة البرازيلية
التي قادها القيادي العمالي الفقير «لولا داسيلفا» الذي عمل ماسح أحذية وبائع خضار
وخراط معادن، والتحق بنقابة العمال ورأسها وأسس حزب العمال، واعتقل ونافس علي
الرئاسة 3 مرات وهزم ولكنه نجح في الرابعة سنة 2002، وأعيد انتخابه في 2006، وعرف
بنصير المحرومين وبطل الفقراء، كانت البرازيل علي شفا الهاوية، فتركها تتمتع بفائض
يزيد علي 200 مليار دولار، وأكبر قوة اقتصادية في أميركا الجنوبية والعاشرة
عالمياً، وأول دولة مصدرة للإيثانول من السكر، ورفض تعديل الدستور ليفوز بولاية
ثالثة ورشح مساعدته «ديلما» التي تواصل مسيرته بنجاح وانتقدت في لقائها مع أوباما
سياسة الغرب في التوسع النقدي.
التجربة الماليزية
وفي ماليزيا كان هناك ملهم آخر هو «مهاتير محمد» وزير
التعليم الإصلاحي الذي صار رئيساً للوزراء ونجح في نقل بلاده من التخلف ليضعها علي
عتبة المستقبل، وقد استقبل في بلادنا العربية بترحاب، وأذكر لقاءً تم معه في
«مكتبة الإسكندرية» بمصر، وكنت حاضراً له، وأفاض الرجل في شرح تجربته، وتحركت آلة
الإعلام الضخمة لتبشر بنقل تجربته في مصر ثم انفض «المولد بلا حمص»!
المكسيك
وفي المكسيك ابتكروا طريقة لمقايضة القمامة، حيث تنتج
العاصمة 13 ألف طن قمامة يومياً كذلك ابتكروا وسيلة لأخذ القمامة من السكان ومنحهم
بدلاً منها أكياساً من الخضراوات والفاكهة.
تركيا
أما تركيا التي كانت رهينة لحكم العسكر فقد حققت نجاحات
متتالية بمجرد تحولها نحو الديمقراطية ورفع قبضة العسكر الغليظة عن رقبتها.
أما في دولنا العربية في حقبة ما بعد التحرر من
الاستعمار الغربي فحدث ولا حرج، ومن صدام حسين الطاغية الذي خاض حرباً ضد إيران 8
سنوات واحتل الكويت وشق الصف العربي وأهدر ثروة بلاده ليموت الأطفال بسبب المرض
ونقص الغذاء والدواء!
وفي الجزائر الغنية بثرواتها يقبض العسكر علي مقاليد
البلاد وقادوها- كما قال د. أحمد طالب الإبراهيمي في شهادته مع قناة الجزيرة - نحو
«عشرية حمراء بالدم» وتفشي الفساد وزادت الفئات المحرومة حرماناً في وقت تراكمت
فيه المليارات في جيوب العسكر!
وفي ليبيا رأينا كيف حولها الطاغية القذافي من بلد موحد
غني بالبترول إلي بلد أصحابه فقراء يشربون ويأكلون «الكتاب الأخضر» وشروحه.
وفي سورية نري بأعيننا كيف يدك الطاغية بشار الأسد المدن
بالطائرات والدبابات وهو الذي لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه الجولان المحتل!
لقد ضج أحد التوانسة في ثورتهم قائلاً: «هرمنا».. نعم
نحن هرمنا ولا تزال حكومتنا تعتبرنا من «القصر» وبحاجة لوصاية، ويتم إقصاء
الكفاءات وتقريب الموالين والمنافقين والمحصلة مزيد من الاستبداد السياسي، والتخلف
والخروج من العصر، لا مكان لحوكمة ولا حكم رشيد، وعليه يصح أن نتكلم عن التجربة
العربية في الاستبداد، وفي توطين أجهزة الأمن القمعية، أما التجربة العربية في
التنمية فيبدو أن جيلنا لن يراها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق