نجح الداعية العصري
عمرو خالد فيما فشلت فيه وزارات إعلام في بعض الدول، وحقق من التأثير والتفاعل
الإيجابي ما لم تحققه أجهزة رسمية تضم مئات الموظفين وتنفق الملايين، وخطَّ لنفسه
خطاً وسطياً معتدلاً تميز أيضاً بالبساطة والوضوح وتقريب غايات الدين الإسلامي
للشباب بقدرة كبيرة علي الإقناع، وانتقل من مجرد الكلام إلي الفعل، ومن الفعل
للمبادرة، فكانت أفكاره التي نثرها ونشرها علي امتداد وطننا العربي مشاعل نور
وأبواب أمل ومشروعات علي أرض الواقع، بث الأمل والصدق والتعاون وعدم الاستهانة بأي
فكرة بسيطة فحصد آلاف الأفكار التي تحولت لمشروعات تبذر العطاء وتنشر الخير وتكافح
البطالة.
دعا عمرو خالد إلي جمع
الملابس لفقراء الصومال فجمع الناس 1.5 مليون كيس ملابس، ودعا لإعداد شنطة رمضان،
ودعا عبر برنامجه «صُنَّاع الحياة» إلي كسر القيود والأغلال وانطلاق القدرات
الإبداعية، فصار البرنامج مؤسسة عامرة بالنجاح.
لقد تتبعت صعوده منذ
خمسة عشر عاماً فوجدته محدد المسارات، واضح الفكرة، بسيط التناول، واسع الثقافة،
علاوة علي تميزه باللين والإقناع والصدق، غير شتّام، ولا يرد علي من يهاجمونه وهم
كُثر.. حاول «نظام مبارك الأمني» اغتياله معنوياً واضطره لمغادرة مصر فلم يفقد
الأمل ولم يحمل الضغينة ضد بلده، وحاول دُعاة آخرون سبّه والتقليل من شأنه فلم
يثأر لنفسه ومضي في طريقه يبذز الأمل ويصنع النجاح.
وبعرض مختصر لعناوين
بعض برامجه نجده قد طاف من «إصلاح القلوب» إلي «صُنَّاع الحياة» مروراً بـ:«يوم
القيامة والمرأة وحتي يغيروا ما بأنفسهم، وقصص الأ نبياء، ونلقي الأحبة، والبيوت
السعيدة، وقصص القرآن، ومع التابعين، وباسمك نحيا، والجنة في بيوتنا..»، وقاد
حملات للتبرع لفقراء فلسطين والصومال ولختم القرآن، وأصبح موقعه يستضيف ملايين
الزوار العرب خاصة من الشباب.
لقد أجريت معه حواراً
تليفونياً نُشر سنة 2001 في سبتمبر «أيلول» بمجلة «التصوف الإسلامي» وقت أن هاجمه
البعض وقالوا إنه داعية الأغنياء والأندية الراقية وإنه لم يتخرج في جامعة إسلامية
و.. والتزم هو الصمت ثم قال لي إن الهجوم علي شخصه أمر متوقع وطبيعي، وإنه لا يبحث
عن الشهرة، ولا يجري خلف الأضواء، وليس مشغولاً بالدفاع عن نفسه، وإنه لا توجد
أيدٍ خفية خلفه، وإنه كما يوجد له محبون يوجد كارهون وهذا أمر طبيعي وليست له
خصومة مع أحد.
أتكلم عن عمرو خالد
الآن ليس من باب الدعاية له فهو لا يحتاج إلي ذلك مني، ولكن من باب القدوة التي
غرسها والأمل الذي فتح أبوابه علي مصراعيه، والعطاء المخلص والصدق الذي نشره،
وأعرف يقيناً كم من شاب كان ضائعاً فقاده إلي طريق الاستقامة والنجاح، وكم من فتاة
كانت مُحطمة نفسياً فهداها وشحذ عزيمتها، وهذا هو جوهر ديننا، دين الأمل والحياة،
لا دين الكآبة وتحريم الحياة، تحية لعمرو خالد وليتنا نري عشرات الشباب المبادر
الفعال المؤثر مثله ليتغير وجه وطننا العربي للأفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق